السلام عليكم جميعا،،السلام على كل خائف وحزين ومتردد،،السلام عليكم جميعا لأن الله هو السلام رب السلام الذي لا يكتب ولا يقدر لنا إلا كل خير وسلام،،القائل سبحانه(وبشر الصابرين) والقائل(إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب)،،،كلنا نعلم ان لا احد في هذه الدنيا معصوم من الهموم والإبتلائات،،وكثيرون من الناس ولله الحمد صابرون وحامدون،،البعض منا يذوق حلاوة هذا الصبر،والبعض بعد مرور الوقت يبدأ يدب في قلبه قليل من اليأس،والبعض لا يفطن الحكمه من اختيار الله فتصيبه امراض القلب المختلفه،،على العموم خير الكلام ما قل ودل،،اسألكم سؤال!هل ذقتم حلاوة التوكل على الله؟لقد شاهدت حملة التوكل على الله للشيخ مشاري الخراز فذقت حلاوة التوكل ويالها من حلاوه احببت ان اشارككم اياها،،فإن ذقتها اخي الكريم اختي الكريمه ارجواْ ان ترد لي وتشاركني برأيك لكي يتثبت الموضوع وتعم الفائده،،
كيفية التوكل على الله: الخطوة الأولى: ضع في ذهنك الآن شيئا معينا تحبه وترغب أن يحصل لك.. أو شيئا معينا لا تحبه وتتمنى أن تتخلص منه.. إذا انتهيت قل "تم" .. الخطوة الثانية: نريدك الآن أن تتخذ قرارا جديدا هو: أن تفوض مهمة إنجاز هذا الشيء إلى الله تعالى.. أي: أنك قد أوكلت الله وحده بتحقيق رغبتك هذه.. يا جماعة نريد أن نطبق هذه الخطوة من كل قلوبنا.. نريد أن يرى الله قلوبنا فعلا قد فوضت الأمر له وحده وبكل صدق الآن..
هل انتهى التوكل؟ طبعا لا..! بقيت مرحلة ثالثة سنذكرها .. ولكن إذا كنت قد طبقت الخطوة الثانية من حملة التوكل وأنت واثق بالله فستشعر براحة.. لأن هذا الإله الذي اعتمدت عليه قد وعدك بتحقيق رغبتك فقال: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"..الخطوة الثالثة من حملة كيفية التوكل عل الله هي: "بذل الأسباب" ومعناها: أن تفعل كل ما بوسعك للحصول على هذا الشيء الذي توكلت على الله لأجل حصوله.. وتستمر في ذلك إلى أن يحصل لك هذا الشيء الذي ترغب به.. سؤال: إذا كان المتوكل وغير المتوكل كلاهما يبذل السبب.. فما الفرق بينهما؟؟؟
الفرق أن غير المتوكل يتعلق بالأسباب ويعتمد عليها.. والمتوكل قلبه معلق بالله فقط.. فهو يبذل الأسباب لأن الله أمره بذلك.. ولكن قلب لا يعتمد إلا على الله.. لأنه يعلم أن الأسباب لا تضر ولا تنفع.. وإنما هذه الأسباب بيد مقلب الأسباب سبحانه.. نعم.. ابذل الأسباب كما تشاء.. ولكن لا تعتمد عليها.. لاتعتمد على دوائك ولا مذاكرتك ولا واسطتك ولا قوتك بل اعتمد على الله وحده لاشريك له.. سأضرب لك مثالا يوضح لك كل شيء،،،لو أن ملكا من الملوك وعدك أن يعطيك بيتا واسعا.. وطلب منك صورة جواز سفرك ليسجل البيت باسمك.. فقل لي بالله عليك.. في تلك اللحظة هل قلبك سيعتمد على الملك في الحصول على البيت.. أم على صورة جواز السفر؟ الجواب: طبعا قلبك سيعتمد على الملك وليس على صورة جواز السفر..! والسبب ببساطة: لأن الملك هو الذي يملك البيت وليس صورة جواز السفر.. صحيح أنني لن أستطيع تسجيل البيت باسمي إلا عن طريق جواز السفر.. ولكن مستحيل أن يتعلق قلبي بجواز السفر.. بل من الطبيعي أن يتعلق بالملك.. ولأن كثيرا من الناس لديهم جوازات سفر ولكنهم لم يحصلوا على بيت.. طيب.. ولله المثل الأعلى.. إذا توكلنا على ملك الملوك في أمر من الأمور فعلينا أن نفعل الأسباب التي طلبها منا "كالتداوي والمذاكرة والسعي لأجل الرزق..إلخ" ولكن إياك أن يعتمد قلبك عليها..! بل والله لا نعتمد إلا على الله وحده..
س: توجد أشياء أريد التوكل على الله بها ولكني لا أعرف كيف أبذل الأسباب فيها "مثل انتظار الفتاة للزوج الصالح.. إلخ" فكيف نبذل الأسباب بمثل هذه الحالات وغيرها؟ س: ولماذا بعض الإخوة طبقوا خطوات حملة التوكل ولم يشعروا بالراحة إلى الآن؟! س: ولماذا تحققت بعض رغبات المتوكلين ولم تتحقق رغبات الآخرين.. مع أنهم جميعا متوكلون على الله فعلا؟ س: هل توجد علامات معينة لنعرف أنفسنا هل نحن متوكلون أم لا؟
سؤال: لماذا لم تتحقق رغباتي مع أنني متوكل على الله؟! الجواب: إذا كان توكلك ضعيفا فإن تحقق رغباتك سيتأخر على حسب ضعف توكلك.. وأما إذا كان توكلك قويا فسبب عدم تحقق رغبتك هو أن الله علم بأن هذا الشيء الذي تريده ليس هو الأفضل لك.. فصرفه الله عنك لأنك توكلت عليه.. فاحمد ربك
س: كيف أعرف توكلي قوي أم ضعيف؟ ج: هذا يعتمد على حسب ثقتك واطمئنانك بالله.. فإذا كنت قلقا وغير مطمئن مع أنك متوكل على الله فهذا توكل ضعيف.. وأما إذا كنت مطمئنا وواثقا بالله.. وقلبك متيقن بأن الله سيأخذ بيدك للسعادة لأنه وعدك بأنه حسبك أي سيكفيك "ومن يتوكل على الله فهو حسبه".. عندها لن تقلق.. هذا توكل قوي.. فالمتوكل دائما فرح ومطمئن لايقلق أبدا.. لأنه يعلم أن رغبته إن كانت خيرا فستتحقق ولو متأخرا.. وأما إن لم تكن خيرا فلن تتحقق فسيرتاح منها.. كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير" .. إن المتوكل القوي يسلم أمره إلى الله ليفعل به ما يشاء سبحانه..كما أن الرضيع يسلم نفسه لأمه تفعل به ماتشاء.. فكيف لا يطمئن؟!
س: أنا متوكل فلماذا أحس بقلق وتوتر؟ ج: هذا يدل على ضعف بالتوكل.. فالمؤمن كلما زاد توكله قل توتره لأنه يعلم أن الله يحميه.. فمثلا لو تبعك شرطي فظللت تهرب منه إلى أن أدخلك الملك عنده في قصره.. وأكرمك بضيافته.. ووعدك بحمايتك.. فإذا أحسست أنت بالقلق بعد كل هذا الذي فعله الملك من أجلك فأنت تضيع وقتك بالقلق بدلا من الاستمتاع بمجالسة الملك.. بل لو رآك الملك تشعر بالقلق من ذاك الشرطي البسيط بعد كل هذه التطمينات التي أعطاك إياها فسوف يغضب عليك..! لأنه سيحس أنك لاتثق بكلامه.. أليس كذلك؟! طيب.. ولله المثل الأعلى.. ربنا سبحانه يحب أن يراك تثق به بعد أن توكلت عليه.. وسيعطيك أكثر مما تتخيل إذا أعطيته قدره لأنه قال لك: "وكفى بالله وكيلا" .. أخي الكريم.. أختي الكريمة.. بدلا من أن نضيع أوقاتنا بالقلق.. علينا أن تفرح بالتوكل.. وبمعرفة الله.. وبالاطمئنان إليه.. وبمحبته التي حرمها من الكثيرين وأعطانا إياها.. هيا.. من الآن سنبدأ حياة جديدة مع الله
سؤال: من شروط التوكل أن أعمل وأن أبذل الأسباب والوسائل التي توصلني إلى الشيء الذي أريده.. ولكن توجد بعض الأشياء لا أعرف كيف أبذل فيها الأسباب! مثل انتظار الفتاة للزوج الصالح.. فكيف أبذل فيها الأسباب؟ الجواب: بذل الأسباب لا يتوقف على الأسباب الدنيوية.. بل هنالك أسباب أخرى سماوية.. مثل الدعاء والاستغفار والصدقة وترك الذنوب.. إلخ، فكما أن الله جعل الطعام سببا للشبع.. فهو سبحانه أيضا قد جعل الدعاء سببا للفرج.. والاستغفار سببا للحماية.. والصدقة سببا للشفاء.. وهكذا. فلا يمكن لأحد أن يقول: "أنا متوكل على الله ولكني لم أبذل الأسباب لأني لم أجدها..!" هذا خطأ.. لأن الأسباب السماوية موجودة دائما.. وهي لا تستصعب على أحد.. بل إنها أقوى بكثير من الأسباب الدنيوية.. مع أننا لا نستغني عن كليهما.. فاجتهدوا أيها المتوكلون بالأسباب السماوية إلى أن تجدوا الفرج القريب بإذن الله
كيف لايحب القلب رباً يدعوك أن تتوكل عليه فإن فعلت حماك وكفاك ثم في النهاية أعطاك.. وإن لم تتوكل عليه فإنه يمهلك إلى أن تتذكره سبحانه.. ما أحلى التوكل.. لكن لدي سؤال: لماذا نحرص على التوكل في تحصيل المنافع الدنيوية ولا يخطر ببالنا التوكل على الله لتحصيل المنافع الأخروية.. كالخشوع والهداية وحفظ القرآن.. إلخ؟ صدقني إذا توكلت على الله لتحصيل أمر تحبه فسيحققه لك.. ولكنه سبحانه في الوقت نفسه يحب منك أيضا أن تتوكل عليه لتحصيل أمر من الأمور التي يحبها هو سبحانه.. سنغير نظرتنا للتوكل من الآن
سؤال: عندما أتوكل على الله.. هل أتلفظ بلفظ معين، مثل:"توكلت على الله" وغيره من الألفاظ..؟ أم يكفي أن أعزم بقلبي فقط؟ الجواب: ليس التوكل هو الألفاظ الذي نقولها بلساننا مع أننا نؤجر عليها.. ولكن التوكل هو صدق اعتمادك على الله.. فكلما زاد اعتماد قلبك على الله كان توكلك أقوى.. فالعبرة بما في القلب.. فالذي يفوض أمره لله بقوة ويعتمد عليه هو المتوكل ولو لم يتلفظ.. والذي يتلفظ بالتوكل ليل نهار وقلبه لا يشعر بذلك فليس بمتوكل.. سؤال: أنا أفكر في موضوعي الذي يهمني مع أني متوكل على الله.. فهل من كمال التوكل أن لا أفكر بالموضوع الذي توكلت على الله فيه؟ الجواب: المطلوب هو عدم التفكير السلبي بالموضوع.. أما التفكير الإيجابي فهو يزيد توكلك قوة وثوابا.. فالتفكيرالسلبي هو: القلق وتوقع الفشل.. أما التفكير الإيجابي: فهو التدبير مع حسن الظن بالله والثقة بعطائه الله الذي ضمنه لمن توكل عليه..
سؤال: كيف أترك التفكير السلبي عندالتوكل؟
سؤال: إذا توكلت على الله كيف أترك التفكير السلبي بالموضوع الذي توكلت على الله فيه؟ الجواب: قبل أن نجيب على هذا السؤال يجب أن نعرف أولا: هل أنت تتحكم بنفسك.. أم أن الشيطان يتحكم بك رغما عنك ويحركك كيفما يشاء؟! ستقول لي: طبعا أنا أتحم بي.. والشيطان يوسوس فقط.. وهذا هو الواقع بالتأكيد فإن الشيطان لايمكنه أن يجبرك على أي شيء.. بل أنت الذي تتحكم بنفسك.. ولن أعطيك دليلا على ذلك.. بل سأدع الشيطان هو بنفسه يعترف.. قال تعالى: "وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم" فإذا كان الشيطان لايملك أن يتحكم فيك.. بل أقصى ما يستطيع فعله أنه يطلب منك أن تفكر تفكيرا سلبيا ويدعوك للتشاؤم.. وأنت إن شئت أن تقبل طلب الشيطان فسوف تفعل.. وإن أردت أن ترفض دعوته فسوف تفعل أيضا.. فالأمر بالنهاية في يدك أنت.. فكل مافي الموضوع أننا نسترسل مع الشيطان إذا بدأ يعطينا هذه الأفكار السلبية ولا نتوقف مع أننا نستطيع والموضوع بيدنا نحن.. الغريب أن الشيطان يعرف أن الموضوع بيدنا ولايريدنا أن ندرك ذلك.. فهو دائما يحاول إقناعك بأنك لاتستطيع ترك التفكير السلبي.. ويقنعك بأن الخشوع ليس في يدك.. وترك معصيتك المعتادة ليس بيدك.. وترك الغضب ليس في يدك.. والمصيبة أننا نصدق كل هذا الخداع!! ويستمر العبد بتصديق هذه الخدع إلى أن يتفاجأ يوم القيامة بالشيطان يقول له: "وماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم!"
أرجوك استيقظ من هذه الخدعة التي تضيع عليك كثيرا من الحسنات وهي لا حقيقة لها.. يوجد مثال إذا حفظته فسوف يلخص لك كل ما مضى،،،،سأضرب لكم مثالا يثبت لكم كيف أن الإنسان يستطيع ترك التفكير السلبي.. وليس هذا فحسب بل يستطيع ترك أي شيء لا يريده.. مثال: لو أن عبدا متوكلا على الله جلس يفكر سلبيا بهمومه لمدة ربع ساعة.. فجاءه أحد التجار وأراد مساعدته في ترك همومه.. فقال التاجر للعبد المتوكل: "أنا أعطيك مليون دولار إذا تركت تفكيرك السلبي وجلست ساعة كاملة تحل الكلمات المتقاطعة". والآن: أخي الكريم.. أختي الكريمة.. بالله عليك.. جاوبني بكل عفوية.. لو كنت مكان هذا الشخص هل ستفرط بالمليون من أجل هذا التفكير السلبي؟ ألا تستطيع التوقف؟ طيب.. لله المثل الأعلى.. أليس رضا الله والثقة به والاطمئنان إليه أغلى من ملايين الأرض كلها..؟ ألايستحق ربنا أن نترك كل فكرة سلبية لأجله سبحانه..؟! سؤال: إذا علمت أن قوة التوكل تختلف من شخص إلى شخص.. وأنه يكون على درجات بحسب ما في القلب من اعتماد على الله.. فكيف يقوي الإنسان اعتماده على ربه؟سؤال: كيف يقوي العبد اعتماده على ربه؟ الجواب: اجلس الآن مع نفسك في لحظة صفاء وتفكر: إذا كان الله أرحم بك من نفسك.. وإذا علمت أن الله يحب منفعتك أكثر مما تحب أنت ذلك.. وأنه هو الوحيد القادر على نفعك.. فكيف لا تعطيه كل اعتمادك؟ نعم.. المتوكلون قد فوضوا الله بكل مايحدث لهم.. فهم مرتاحون.. لهذا تجد المتوكلين لا يعترضون على شيء يحدث لهم.. كما أن الطفل الرضيع لا يعترض على أمه في أي شيء تطعمه إياه.. يا الله ما أحلى التوكل.. ما أبرده على النفس.. مسكين من لم يتوكل على ربه ولم يشعر بهذه الراحة الغير موجودة إلا في صدور المتوكلين.. والله لا يوجد شيء ألذ ولا أحلى ولا أشد راحة من أن يفوض العبد كل أحماله وأثقاله وهمومه إلى ربه.. قال تعالى: "أليس الله بكاف عبده؟ ويخوفونك بالذين من دونه!" .. لا أدري كيف يستحمل بعض الناس دنياهم بصعوباتها وهمها وغمها من غير توكل على الله؟! أتعجب كيف أنهم لا زالوا على قيد الحياة..!
سؤال: لقد توكلت على الله في أموري.. ولكني لم أشعر براحة التوكل إلى الآن..! ماذا أفعل؟ الجواب: يستحيل أن يطبق الإنسان التوكل ولا يشعر براحة التوكل.. لابد أن يكون هناك نقص في خطوة من الخطوات.. فبعضهم يجرب التوكل.. والمفروض أنه موقن ولا يجرب ربه! فكيف سيشعر بالراحة عندها..؟! صدقوني إخواني وأخواتي.. لقد جاءني الأسبوع الماضي مئات الرسائل من مئات الأشخاص يؤكدون أنهم شعروا بالراحة فور تطبيقهم لخطوات التوكل التي ذكرناها.. فإذا أراد الله أن يكرمك فإنه لن يعطيك متاع الدنيا فقط بل سيعطيك حلاوة الإيمان.. والذي ذاق راحة التوكل يعرف تماما عن ماذا أتحدث.. اقتراح: توكل على الله في أن يرزقك"راحة التوكل" أيضا..
منتظر مشاركاتكم ايها المتوكلون،،حفظكم الله ورعاكم
كيفية التوكل على الله: الخطوة الأولى: ضع في ذهنك الآن شيئا معينا تحبه وترغب أن يحصل لك.. أو شيئا معينا لا تحبه وتتمنى أن تتخلص منه.. إذا انتهيت قل "تم" .. الخطوة الثانية: نريدك الآن أن تتخذ قرارا جديدا هو: أن تفوض مهمة إنجاز هذا الشيء إلى الله تعالى.. أي: أنك قد أوكلت الله وحده بتحقيق رغبتك هذه.. يا جماعة نريد أن نطبق هذه الخطوة من كل قلوبنا.. نريد أن يرى الله قلوبنا فعلا قد فوضت الأمر له وحده وبكل صدق الآن..
هل انتهى التوكل؟ طبعا لا..! بقيت مرحلة ثالثة سنذكرها .. ولكن إذا كنت قد طبقت الخطوة الثانية من حملة التوكل وأنت واثق بالله فستشعر براحة.. لأن هذا الإله الذي اعتمدت عليه قد وعدك بتحقيق رغبتك فقال: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"..الخطوة الثالثة من حملة كيفية التوكل عل الله هي: "بذل الأسباب" ومعناها: أن تفعل كل ما بوسعك للحصول على هذا الشيء الذي توكلت على الله لأجل حصوله.. وتستمر في ذلك إلى أن يحصل لك هذا الشيء الذي ترغب به.. سؤال: إذا كان المتوكل وغير المتوكل كلاهما يبذل السبب.. فما الفرق بينهما؟؟؟
الفرق أن غير المتوكل يتعلق بالأسباب ويعتمد عليها.. والمتوكل قلبه معلق بالله فقط.. فهو يبذل الأسباب لأن الله أمره بذلك.. ولكن قلب لا يعتمد إلا على الله.. لأنه يعلم أن الأسباب لا تضر ولا تنفع.. وإنما هذه الأسباب بيد مقلب الأسباب سبحانه.. نعم.. ابذل الأسباب كما تشاء.. ولكن لا تعتمد عليها.. لاتعتمد على دوائك ولا مذاكرتك ولا واسطتك ولا قوتك بل اعتمد على الله وحده لاشريك له.. سأضرب لك مثالا يوضح لك كل شيء،،،لو أن ملكا من الملوك وعدك أن يعطيك بيتا واسعا.. وطلب منك صورة جواز سفرك ليسجل البيت باسمك.. فقل لي بالله عليك.. في تلك اللحظة هل قلبك سيعتمد على الملك في الحصول على البيت.. أم على صورة جواز السفر؟ الجواب: طبعا قلبك سيعتمد على الملك وليس على صورة جواز السفر..! والسبب ببساطة: لأن الملك هو الذي يملك البيت وليس صورة جواز السفر.. صحيح أنني لن أستطيع تسجيل البيت باسمي إلا عن طريق جواز السفر.. ولكن مستحيل أن يتعلق قلبي بجواز السفر.. بل من الطبيعي أن يتعلق بالملك.. ولأن كثيرا من الناس لديهم جوازات سفر ولكنهم لم يحصلوا على بيت.. طيب.. ولله المثل الأعلى.. إذا توكلنا على ملك الملوك في أمر من الأمور فعلينا أن نفعل الأسباب التي طلبها منا "كالتداوي والمذاكرة والسعي لأجل الرزق..إلخ" ولكن إياك أن يعتمد قلبك عليها..! بل والله لا نعتمد إلا على الله وحده..
س: توجد أشياء أريد التوكل على الله بها ولكني لا أعرف كيف أبذل الأسباب فيها "مثل انتظار الفتاة للزوج الصالح.. إلخ" فكيف نبذل الأسباب بمثل هذه الحالات وغيرها؟ س: ولماذا بعض الإخوة طبقوا خطوات حملة التوكل ولم يشعروا بالراحة إلى الآن؟! س: ولماذا تحققت بعض رغبات المتوكلين ولم تتحقق رغبات الآخرين.. مع أنهم جميعا متوكلون على الله فعلا؟ س: هل توجد علامات معينة لنعرف أنفسنا هل نحن متوكلون أم لا؟
سؤال: لماذا لم تتحقق رغباتي مع أنني متوكل على الله؟! الجواب: إذا كان توكلك ضعيفا فإن تحقق رغباتك سيتأخر على حسب ضعف توكلك.. وأما إذا كان توكلك قويا فسبب عدم تحقق رغبتك هو أن الله علم بأن هذا الشيء الذي تريده ليس هو الأفضل لك.. فصرفه الله عنك لأنك توكلت عليه.. فاحمد ربك
س: كيف أعرف توكلي قوي أم ضعيف؟ ج: هذا يعتمد على حسب ثقتك واطمئنانك بالله.. فإذا كنت قلقا وغير مطمئن مع أنك متوكل على الله فهذا توكل ضعيف.. وأما إذا كنت مطمئنا وواثقا بالله.. وقلبك متيقن بأن الله سيأخذ بيدك للسعادة لأنه وعدك بأنه حسبك أي سيكفيك "ومن يتوكل على الله فهو حسبه".. عندها لن تقلق.. هذا توكل قوي.. فالمتوكل دائما فرح ومطمئن لايقلق أبدا.. لأنه يعلم أن رغبته إن كانت خيرا فستتحقق ولو متأخرا.. وأما إن لم تكن خيرا فلن تتحقق فسيرتاح منها.. كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير" .. إن المتوكل القوي يسلم أمره إلى الله ليفعل به ما يشاء سبحانه..كما أن الرضيع يسلم نفسه لأمه تفعل به ماتشاء.. فكيف لا يطمئن؟!
س: أنا متوكل فلماذا أحس بقلق وتوتر؟ ج: هذا يدل على ضعف بالتوكل.. فالمؤمن كلما زاد توكله قل توتره لأنه يعلم أن الله يحميه.. فمثلا لو تبعك شرطي فظللت تهرب منه إلى أن أدخلك الملك عنده في قصره.. وأكرمك بضيافته.. ووعدك بحمايتك.. فإذا أحسست أنت بالقلق بعد كل هذا الذي فعله الملك من أجلك فأنت تضيع وقتك بالقلق بدلا من الاستمتاع بمجالسة الملك.. بل لو رآك الملك تشعر بالقلق من ذاك الشرطي البسيط بعد كل هذه التطمينات التي أعطاك إياها فسوف يغضب عليك..! لأنه سيحس أنك لاتثق بكلامه.. أليس كذلك؟! طيب.. ولله المثل الأعلى.. ربنا سبحانه يحب أن يراك تثق به بعد أن توكلت عليه.. وسيعطيك أكثر مما تتخيل إذا أعطيته قدره لأنه قال لك: "وكفى بالله وكيلا" .. أخي الكريم.. أختي الكريمة.. بدلا من أن نضيع أوقاتنا بالقلق.. علينا أن تفرح بالتوكل.. وبمعرفة الله.. وبالاطمئنان إليه.. وبمحبته التي حرمها من الكثيرين وأعطانا إياها.. هيا.. من الآن سنبدأ حياة جديدة مع الله
سؤال: من شروط التوكل أن أعمل وأن أبذل الأسباب والوسائل التي توصلني إلى الشيء الذي أريده.. ولكن توجد بعض الأشياء لا أعرف كيف أبذل فيها الأسباب! مثل انتظار الفتاة للزوج الصالح.. فكيف أبذل فيها الأسباب؟ الجواب: بذل الأسباب لا يتوقف على الأسباب الدنيوية.. بل هنالك أسباب أخرى سماوية.. مثل الدعاء والاستغفار والصدقة وترك الذنوب.. إلخ، فكما أن الله جعل الطعام سببا للشبع.. فهو سبحانه أيضا قد جعل الدعاء سببا للفرج.. والاستغفار سببا للحماية.. والصدقة سببا للشفاء.. وهكذا. فلا يمكن لأحد أن يقول: "أنا متوكل على الله ولكني لم أبذل الأسباب لأني لم أجدها..!" هذا خطأ.. لأن الأسباب السماوية موجودة دائما.. وهي لا تستصعب على أحد.. بل إنها أقوى بكثير من الأسباب الدنيوية.. مع أننا لا نستغني عن كليهما.. فاجتهدوا أيها المتوكلون بالأسباب السماوية إلى أن تجدوا الفرج القريب بإذن الله
كيف لايحب القلب رباً يدعوك أن تتوكل عليه فإن فعلت حماك وكفاك ثم في النهاية أعطاك.. وإن لم تتوكل عليه فإنه يمهلك إلى أن تتذكره سبحانه.. ما أحلى التوكل.. لكن لدي سؤال: لماذا نحرص على التوكل في تحصيل المنافع الدنيوية ولا يخطر ببالنا التوكل على الله لتحصيل المنافع الأخروية.. كالخشوع والهداية وحفظ القرآن.. إلخ؟ صدقني إذا توكلت على الله لتحصيل أمر تحبه فسيحققه لك.. ولكنه سبحانه في الوقت نفسه يحب منك أيضا أن تتوكل عليه لتحصيل أمر من الأمور التي يحبها هو سبحانه.. سنغير نظرتنا للتوكل من الآن
سؤال: عندما أتوكل على الله.. هل أتلفظ بلفظ معين، مثل:"توكلت على الله" وغيره من الألفاظ..؟ أم يكفي أن أعزم بقلبي فقط؟ الجواب: ليس التوكل هو الألفاظ الذي نقولها بلساننا مع أننا نؤجر عليها.. ولكن التوكل هو صدق اعتمادك على الله.. فكلما زاد اعتماد قلبك على الله كان توكلك أقوى.. فالعبرة بما في القلب.. فالذي يفوض أمره لله بقوة ويعتمد عليه هو المتوكل ولو لم يتلفظ.. والذي يتلفظ بالتوكل ليل نهار وقلبه لا يشعر بذلك فليس بمتوكل.. سؤال: أنا أفكر في موضوعي الذي يهمني مع أني متوكل على الله.. فهل من كمال التوكل أن لا أفكر بالموضوع الذي توكلت على الله فيه؟ الجواب: المطلوب هو عدم التفكير السلبي بالموضوع.. أما التفكير الإيجابي فهو يزيد توكلك قوة وثوابا.. فالتفكيرالسلبي هو: القلق وتوقع الفشل.. أما التفكير الإيجابي: فهو التدبير مع حسن الظن بالله والثقة بعطائه الله الذي ضمنه لمن توكل عليه..
سؤال: كيف أترك التفكير السلبي عندالتوكل؟
سؤال: إذا توكلت على الله كيف أترك التفكير السلبي بالموضوع الذي توكلت على الله فيه؟ الجواب: قبل أن نجيب على هذا السؤال يجب أن نعرف أولا: هل أنت تتحكم بنفسك.. أم أن الشيطان يتحكم بك رغما عنك ويحركك كيفما يشاء؟! ستقول لي: طبعا أنا أتحم بي.. والشيطان يوسوس فقط.. وهذا هو الواقع بالتأكيد فإن الشيطان لايمكنه أن يجبرك على أي شيء.. بل أنت الذي تتحكم بنفسك.. ولن أعطيك دليلا على ذلك.. بل سأدع الشيطان هو بنفسه يعترف.. قال تعالى: "وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم" فإذا كان الشيطان لايملك أن يتحكم فيك.. بل أقصى ما يستطيع فعله أنه يطلب منك أن تفكر تفكيرا سلبيا ويدعوك للتشاؤم.. وأنت إن شئت أن تقبل طلب الشيطان فسوف تفعل.. وإن أردت أن ترفض دعوته فسوف تفعل أيضا.. فالأمر بالنهاية في يدك أنت.. فكل مافي الموضوع أننا نسترسل مع الشيطان إذا بدأ يعطينا هذه الأفكار السلبية ولا نتوقف مع أننا نستطيع والموضوع بيدنا نحن.. الغريب أن الشيطان يعرف أن الموضوع بيدنا ولايريدنا أن ندرك ذلك.. فهو دائما يحاول إقناعك بأنك لاتستطيع ترك التفكير السلبي.. ويقنعك بأن الخشوع ليس في يدك.. وترك معصيتك المعتادة ليس بيدك.. وترك الغضب ليس في يدك.. والمصيبة أننا نصدق كل هذا الخداع!! ويستمر العبد بتصديق هذه الخدع إلى أن يتفاجأ يوم القيامة بالشيطان يقول له: "وماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم!"
أرجوك استيقظ من هذه الخدعة التي تضيع عليك كثيرا من الحسنات وهي لا حقيقة لها.. يوجد مثال إذا حفظته فسوف يلخص لك كل ما مضى،،،،سأضرب لكم مثالا يثبت لكم كيف أن الإنسان يستطيع ترك التفكير السلبي.. وليس هذا فحسب بل يستطيع ترك أي شيء لا يريده.. مثال: لو أن عبدا متوكلا على الله جلس يفكر سلبيا بهمومه لمدة ربع ساعة.. فجاءه أحد التجار وأراد مساعدته في ترك همومه.. فقال التاجر للعبد المتوكل: "أنا أعطيك مليون دولار إذا تركت تفكيرك السلبي وجلست ساعة كاملة تحل الكلمات المتقاطعة". والآن: أخي الكريم.. أختي الكريمة.. بالله عليك.. جاوبني بكل عفوية.. لو كنت مكان هذا الشخص هل ستفرط بالمليون من أجل هذا التفكير السلبي؟ ألا تستطيع التوقف؟ طيب.. لله المثل الأعلى.. أليس رضا الله والثقة به والاطمئنان إليه أغلى من ملايين الأرض كلها..؟ ألايستحق ربنا أن نترك كل فكرة سلبية لأجله سبحانه..؟! سؤال: إذا علمت أن قوة التوكل تختلف من شخص إلى شخص.. وأنه يكون على درجات بحسب ما في القلب من اعتماد على الله.. فكيف يقوي الإنسان اعتماده على ربه؟سؤال: كيف يقوي العبد اعتماده على ربه؟ الجواب: اجلس الآن مع نفسك في لحظة صفاء وتفكر: إذا كان الله أرحم بك من نفسك.. وإذا علمت أن الله يحب منفعتك أكثر مما تحب أنت ذلك.. وأنه هو الوحيد القادر على نفعك.. فكيف لا تعطيه كل اعتمادك؟ نعم.. المتوكلون قد فوضوا الله بكل مايحدث لهم.. فهم مرتاحون.. لهذا تجد المتوكلين لا يعترضون على شيء يحدث لهم.. كما أن الطفل الرضيع لا يعترض على أمه في أي شيء تطعمه إياه.. يا الله ما أحلى التوكل.. ما أبرده على النفس.. مسكين من لم يتوكل على ربه ولم يشعر بهذه الراحة الغير موجودة إلا في صدور المتوكلين.. والله لا يوجد شيء ألذ ولا أحلى ولا أشد راحة من أن يفوض العبد كل أحماله وأثقاله وهمومه إلى ربه.. قال تعالى: "أليس الله بكاف عبده؟ ويخوفونك بالذين من دونه!" .. لا أدري كيف يستحمل بعض الناس دنياهم بصعوباتها وهمها وغمها من غير توكل على الله؟! أتعجب كيف أنهم لا زالوا على قيد الحياة..!
سؤال: لقد توكلت على الله في أموري.. ولكني لم أشعر براحة التوكل إلى الآن..! ماذا أفعل؟ الجواب: يستحيل أن يطبق الإنسان التوكل ولا يشعر براحة التوكل.. لابد أن يكون هناك نقص في خطوة من الخطوات.. فبعضهم يجرب التوكل.. والمفروض أنه موقن ولا يجرب ربه! فكيف سيشعر بالراحة عندها..؟! صدقوني إخواني وأخواتي.. لقد جاءني الأسبوع الماضي مئات الرسائل من مئات الأشخاص يؤكدون أنهم شعروا بالراحة فور تطبيقهم لخطوات التوكل التي ذكرناها.. فإذا أراد الله أن يكرمك فإنه لن يعطيك متاع الدنيا فقط بل سيعطيك حلاوة الإيمان.. والذي ذاق راحة التوكل يعرف تماما عن ماذا أتحدث.. اقتراح: توكل على الله في أن يرزقك"راحة التوكل" أيضا..
منتظر مشاركاتكم ايها المتوكلون،،حفظكم الله ورعاكم