ما للبن للبن وما للماء للماء
أبو ناصر رجل يعيش عالة على الناس، فكان يكثر من الاستجداء من المحسنين، وعلى الخصوص من المحسن (أبو جواد)، وفي يوم طلب أبو ناصر من (أبو جواد) مبلغا لقضاء حاجته، فقال له قد خطرت لي فكرة، فيها منفعة لك !، فقال أبو ناصر وما هي ؟، فقال سوف أعطيك مبلغا يكفي لتشتري كذا رطل من اللبن وتضيف إليه نسبة من الماء فيصبح صالحا للشرب، وتقف في السوق وتبيع اللبن، وبذلك تكون قد استعملت المال في عمل نافع يجلب الرزق لك ولعيالك !، اقتنع أبو ناصر وصار يبيع اللبن في السوق وأصبح لبن ( أبو ناصر ) ذا شهرة واسعة مما در عليه مالا وفيرا...
وفي يوم شاهد أبو ناصر قردة صغيرة معروضة للبيع في السوق ، فاشتراها وأحبها وأصبحت لا تفارقه أينما ذهب !،
وكثرت الأموال عند (أبو ناصر) فطمع في جمع مال أكثر من خلال زيادة نسبة الماء المضاف إلى اللبن !!، بدأ زبائنه يكتشفون خفة اللبن وزيادة الماء فيه !، فتراجع عدد *****ائن خلال فترة وجيزة ، إلى إن أصبح لبن أبو ناصر معروف بأنه مغشوش !، إلى درجة انه ما عاد يوجد من يشتري منه قدح لبن واحد !!!...
وفي يوم اقترح احد أصدقائه وكان يعمل تاجر قماش أن يترك بيع اللبن ويذهب معه إلى الهند لشراء قماش وبيعه في السوق !، وجد (أبو ناصر) إن الفكرة جميلة ومفيدة فحزم أمتعته وجعل نقوده في صرة ربطها في حزام حول خصره، وأراد إن يترك القردة فتشبثت به فأخذها معه، وركب السفينة ومعه القردة وصاحبه التاجر، وأثناء الرحلة نعس أبو ناصر فنام !، فجاءت القردة وأخذت صرة النقود، وصعدت إلى أعلى سارية السفينة، وفتحتها وصارت تأخذ قطعة نقد وترمي بها إلى ماء البحر !، وتأخذ قطعة نقود ثانية وترمي بها إلى سطح السفينة !، فشاهدها ركاب السفينة ، وصاروا يحاولون إنزالها وهي غير مكترثة بهم !، وأسرع التاجر إليه وأيقظه من نومه واخبره بفعل القردة بصرة ابها، !، فأسرع أبو ناصر إليها ووقف أسفل السارية وبدأ يخاطبها ويصيح بها ، لكنها استمرت ترمي النقود مرة إلى البحر ومرة إلى سطح السفينة !!!...
فقال أبو ناصر : لا فائدة من مناداتها !، فما للبن للبن ، وما للماء للماء!!!...
وضرب مثلا .