[size=18]كيف يمكنني التخلص من الغضب ؟[/size]
]]بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف خلق الله نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
السؤال :
كيف يمكنني التخلص من الغضب ؟
الجواب :
الغضب نزغة من نزغات الشيطان ، يقع بسببه من السيئات والمصائب مالا يعلمه إلا الله ،
ولذلك جاء في الشريعة ذكر واسع لهذا الخلق الذميم ، وورد في السنة النبوية علاجات
للتخلص من هذا الداء وللحد من آثاره ، فمن ذلك :
1- الاستعاذة بالله من الشيطان :
عن سليمان بن صرد قال : كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ورجلان يستبان ،
فأحدهما احمر وجهه واتفخت أوداجه ( عروق من العنق ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد »
رواه البخاري ، الفتح 6/337 ومسلم/2610 .
وقال صلى الله عليه وسلم : « إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله ، سكن غضبه »
صحيح الجامع الصغير رقم 695 .
]2- السكوت : [/color]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا غضب أحدكم فليسكت » رواه الإمام أحمد المسند 1/329
وفي صحيح الجامع 693 ، 4027 .
وذلك أن الغضبان يخرج عن طوره وشعوره غالبا فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر
والعياذ بالله أو لعن أو طلاق يهدم بيته ، أو سب وشتم - يجلب له عداوة الآخرين .
فبالجملة : السكوت هو الحل لتلافي كل ذلك .
3- السكون :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ،
فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع » .
ومن فوائد هذا التوجيه النبوي منع الغاضب من التصرفات الهوجاء لأنه قد يضرب
أو يؤذي بل قد يقتل - كما سيرد بعد قليل - وربما أتلف مالا ونحوه ، ولأجل ذلك
إذا قعد كان أبعد عن الهيجان والثوران ، وإذا اضطجع صار أبعد ما يمكن عن
التصرفات الطائشة والأفعال المؤذية . قال العلامة الخطابي - رحمه الله - في شرحه
على أبي داود : ( القائم متهيء للحركة والبطش والقاعد دونه في هذا المعنى ،
والمضطجع ممنوع منهما ، فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره
بالقعود والاضطجاع لئلا يبدر منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد .
والله أعلم سنن أبي داود ، ومعه معالم السنن 5/141 .
4- حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[color=black]عن أبي هريرة رضي الله عنه « أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب .
فردد ذلك مرارا ، قال لا تغضب » رواه البخاري فتح الباري 10/456 .
وفي رواية قال الرجل : ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ، ما قال
فإذا الغضب يجمع الشر كله مسند أحمد 5/373 .
5- « لا تغضب ولك الجنة » حديث صحيح :
صحيح الجامع 7374 . وعزاه ابن حجر إلى الطبراني ، انظر الفتح 4/465 .
إن تذكر ما أعد الله للمتقين الذين يتجنبون أسباب الغضب ويجاهدون أنفسهم في كبته
ورده لهو من أعظم ما يعين على إطفاء نار الغضب ، ومما ورد من الأجر العظيم في ذلك
قوله صلى الله عليه وسلم « ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه
رضا يوم القيامة » رواه الطبراني 12/453 وهو في صحيح الجامع 176 .
وأجر عظيم آخر في قوله عليه الصلاة والسلام : « من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه ،
دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ماشاء »
رواه أبو داود 4777 وغيره ، وحسنه في صحيح الجامع 6518 .
[/color]
6- التأسي بهديه صلى الله عليه وسلم في الغضب :
وهذه السمة من أخلاقه صلى الله عليه وسلم ، وهو أسوتنا وقدوتنا ، واضحة في
أحاديث كثيرة ، ومن أبرزها : عن أنس رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي
فجبذه بردائه جبذة شديدة ، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم
« ما بين العنق والكتف » وقد أثرت بها حاشية البرد ، ثم قال : يا محمد مر لي من
مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم فضحك ، ثم أمر له بعطاء
متفق عليه فتح الباري 10/375 ..
ومن التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم أن نجعل
غضبنا لله ، وإذا انتهكت محارم الله ، وهذا هو الغضب المحمود فقد غضب صلى الله
عليه وسلم لما أخبروه عن الإمام الذي ينفر الناس من الصلاة بطول قراءته ، وغضب
لما رأى في بيت عائشة سترا فيه صور ذوات أرواح ، وغضب لما كلمه أسامة في
شأن المخزومية التي سرقت ، وقال : أتشفع في حد من حدود الله ؟ وغضب لما سئل
عن أشياء كرهها ، وغير ذلك . فكان غضبه صلى الله عليه وسلم لله وفي الله .
7- معرفة أن رد الغضب من علامات المتقين :
وهؤلاء الذين مدحهم الله في كتابه ، وأثنى عليهم رسوله ، صلى الله عليه وسلم ،
وأعدت لهم جنات عرضها السماوات والأرض ، ومن صفاتهم أنهم : { ينفقون في السراء
والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } وهؤلاء الذين ذكر
الله من حسن أخلاقهم وجميل صفاتهم وأفعالهم ، ماتشرئب الأعناق وتتطلع النفوس
للحوق بهم ، ومن أخلاقهم أنهم : { إذا ما غضبوا هم يغفرون } .
8- تأمل الغاضب نفسه لحظة الغضب .
لو قدر لغاضب أن ينظر إلى صورته في المرآة حين غضبه لكره نفسه ومنظره ،
فلو رأى تغير لونه وشدة رعدته ، وارتجاف أطرافه ، وتغير خلقته ، وانقلاب
سحنته ، واحمرار وجهه ، وجحوظ عينيه وخروج حركاته عن الترتيب وأنه يتصرف
مثل المجانين لأنف من نفسه ، واشمأز من هيئته ومعلوم أن قبح الباطن أعظم
من قبح الظاهر ، فما أفرح الشيطان بشخص هذا حاله ! نعوذ بالله من الشيطان والخذلان .
9 - الدعاء :
هذا سلاح المؤمن دائما يطلب من ربه أن يخلصه من الشرور والآفات والأخلاق الرديئة ،
ويتعوذ بالله أن يتردى في هاوية الكفر أو الظلم بسبب الغضب ، ولأن من الثلاث
المنجيات : العدل في الرضا والغضب صحيح الجامع 3039 كان من دعائه عليه الصلاة والسلام :
« اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا
علمت الوفاة خيرا لي ، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الإخلاص
في الرضا والغضب ، وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا ينفد ، وقرة
عين لا تنقطع ، وأسألك الرضا بعد القضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، أسألك لذة
النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك ، في غير ضراء مضر ة ولا فتنة مضلة الله زينا
بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين . »
[center]
]]بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف خلق الله نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
السؤال :
كيف يمكنني التخلص من الغضب ؟
الجواب :
الغضب نزغة من نزغات الشيطان ، يقع بسببه من السيئات والمصائب مالا يعلمه إلا الله ،
ولذلك جاء في الشريعة ذكر واسع لهذا الخلق الذميم ، وورد في السنة النبوية علاجات
للتخلص من هذا الداء وللحد من آثاره ، فمن ذلك :
1- الاستعاذة بالله من الشيطان :
عن سليمان بن صرد قال : كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ورجلان يستبان ،
فأحدهما احمر وجهه واتفخت أوداجه ( عروق من العنق ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد »
رواه البخاري ، الفتح 6/337 ومسلم/2610 .
وقال صلى الله عليه وسلم : « إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله ، سكن غضبه »
صحيح الجامع الصغير رقم 695 .
]2- السكوت : [/color]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا غضب أحدكم فليسكت » رواه الإمام أحمد المسند 1/329
وفي صحيح الجامع 693 ، 4027 .
وذلك أن الغضبان يخرج عن طوره وشعوره غالبا فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر
والعياذ بالله أو لعن أو طلاق يهدم بيته ، أو سب وشتم - يجلب له عداوة الآخرين .
فبالجملة : السكوت هو الحل لتلافي كل ذلك .
3- السكون :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ،
فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع » .
ومن فوائد هذا التوجيه النبوي منع الغاضب من التصرفات الهوجاء لأنه قد يضرب
أو يؤذي بل قد يقتل - كما سيرد بعد قليل - وربما أتلف مالا ونحوه ، ولأجل ذلك
إذا قعد كان أبعد عن الهيجان والثوران ، وإذا اضطجع صار أبعد ما يمكن عن
التصرفات الطائشة والأفعال المؤذية . قال العلامة الخطابي - رحمه الله - في شرحه
على أبي داود : ( القائم متهيء للحركة والبطش والقاعد دونه في هذا المعنى ،
والمضطجع ممنوع منهما ، فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره
بالقعود والاضطجاع لئلا يبدر منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد .
والله أعلم سنن أبي داود ، ومعه معالم السنن 5/141 .
4- حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[color=black]عن أبي هريرة رضي الله عنه « أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب .
فردد ذلك مرارا ، قال لا تغضب » رواه البخاري فتح الباري 10/456 .
وفي رواية قال الرجل : ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ، ما قال
فإذا الغضب يجمع الشر كله مسند أحمد 5/373 .
5- « لا تغضب ولك الجنة » حديث صحيح :
صحيح الجامع 7374 . وعزاه ابن حجر إلى الطبراني ، انظر الفتح 4/465 .
إن تذكر ما أعد الله للمتقين الذين يتجنبون أسباب الغضب ويجاهدون أنفسهم في كبته
ورده لهو من أعظم ما يعين على إطفاء نار الغضب ، ومما ورد من الأجر العظيم في ذلك
قوله صلى الله عليه وسلم « ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه
رضا يوم القيامة » رواه الطبراني 12/453 وهو في صحيح الجامع 176 .
وأجر عظيم آخر في قوله عليه الصلاة والسلام : « من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه ،
دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ماشاء »
رواه أبو داود 4777 وغيره ، وحسنه في صحيح الجامع 6518 .
[/color]
6- التأسي بهديه صلى الله عليه وسلم في الغضب :
وهذه السمة من أخلاقه صلى الله عليه وسلم ، وهو أسوتنا وقدوتنا ، واضحة في
أحاديث كثيرة ، ومن أبرزها : عن أنس رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي
فجبذه بردائه جبذة شديدة ، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم
« ما بين العنق والكتف » وقد أثرت بها حاشية البرد ، ثم قال : يا محمد مر لي من
مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم فضحك ، ثم أمر له بعطاء
متفق عليه فتح الباري 10/375 ..
ومن التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم أن نجعل
غضبنا لله ، وإذا انتهكت محارم الله ، وهذا هو الغضب المحمود فقد غضب صلى الله
عليه وسلم لما أخبروه عن الإمام الذي ينفر الناس من الصلاة بطول قراءته ، وغضب
لما رأى في بيت عائشة سترا فيه صور ذوات أرواح ، وغضب لما كلمه أسامة في
شأن المخزومية التي سرقت ، وقال : أتشفع في حد من حدود الله ؟ وغضب لما سئل
عن أشياء كرهها ، وغير ذلك . فكان غضبه صلى الله عليه وسلم لله وفي الله .
7- معرفة أن رد الغضب من علامات المتقين :
وهؤلاء الذين مدحهم الله في كتابه ، وأثنى عليهم رسوله ، صلى الله عليه وسلم ،
وأعدت لهم جنات عرضها السماوات والأرض ، ومن صفاتهم أنهم : { ينفقون في السراء
والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } وهؤلاء الذين ذكر
الله من حسن أخلاقهم وجميل صفاتهم وأفعالهم ، ماتشرئب الأعناق وتتطلع النفوس
للحوق بهم ، ومن أخلاقهم أنهم : { إذا ما غضبوا هم يغفرون } .
8- تأمل الغاضب نفسه لحظة الغضب .
لو قدر لغاضب أن ينظر إلى صورته في المرآة حين غضبه لكره نفسه ومنظره ،
فلو رأى تغير لونه وشدة رعدته ، وارتجاف أطرافه ، وتغير خلقته ، وانقلاب
سحنته ، واحمرار وجهه ، وجحوظ عينيه وخروج حركاته عن الترتيب وأنه يتصرف
مثل المجانين لأنف من نفسه ، واشمأز من هيئته ومعلوم أن قبح الباطن أعظم
من قبح الظاهر ، فما أفرح الشيطان بشخص هذا حاله ! نعوذ بالله من الشيطان والخذلان .
9 - الدعاء :
هذا سلاح المؤمن دائما يطلب من ربه أن يخلصه من الشرور والآفات والأخلاق الرديئة ،
ويتعوذ بالله أن يتردى في هاوية الكفر أو الظلم بسبب الغضب ، ولأن من الثلاث
المنجيات : العدل في الرضا والغضب صحيح الجامع 3039 كان من دعائه عليه الصلاة والسلام :
« اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا
علمت الوفاة خيرا لي ، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الإخلاص
في الرضا والغضب ، وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا ينفد ، وقرة
عين لا تنقطع ، وأسألك الرضا بعد القضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، أسألك لذة
النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك ، في غير ضراء مضر ة ولا فتنة مضلة الله زينا
بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين . »
[center]